4 – المغرب الأخضر الذي سود حياة المغاربة:
عم الغلاء الفاحش جل المواد الغذائية، ووصل الى الخضر والفواكه، ولم يبق منها ثمرة واحدة الا ووصل بها الى درجات قياسية، حتى أصبح المواطن البسيط يذهب الى السوق ويرجع منه، وقد عجز عن تأمين قفته الأسبوعية لإطعام عياله.
أمام هذا الوضع المزرى، خرج الناس للاحتجاج، وتحدثت الصحافة المنصفة، وصرخت المعارضة، وآن للحكومة أخيرا أن تستفيق من سباتها وتخصص احدى لقاءاتها الأسبوعية لموضوع الغلاء ويتحدث رئيسها عن ضرورة الضرب بيد من حديد على المضاربين والمحتكرين، مرجعا سبب غلاء الطماطم الى موجة البرد، وكذلك قال مراوغه الرسمي في ندوته الأسبوعية، وزاد على ذلك بكون الحكومة تتابع الامر بشكل كبير واضعة مصلحة المواطنين وحماية قدرتهم الشرائية ضمن التزاماتها.
أمام هذا الكلام الذي نسمعه من مسؤول حكومي، وبلغة توحي بأن صاحبها واثق مما يقوله، وأنه يأخذ الأمر بجدية، ما علينا الا أن ننتظر الفرج الذي وعدنا به رئيس الحكومة ومراوغه الرسمي، بكون الأسعار ستعود الى طبيعتها في الأيام المقبلة، لكن مرت الأيام وتبعتها الأسابيع وزاد الأمر شهرا، وذهبت موجة البرد التي تعللت بها الحكومة، ووقع انخفاض طفيف في أسعار الطماطم والبصل، حتى اعتقدنا ان رئيس الحكومة صادق في كلامه، وأن الحكومة تأخذ الامر بجدية، حتى فاجأتنا الأسواق الأسبوعية بأسعار لم نر مثلها قط، اذ قفزت الطماطم الى 12 دراهم، وتجاوز البصل 13 درهما وتبعهم البطاطس ب10 دراهم والفلفل ب 25 درهما وغيرها من الخضر والمواد الغذائية الأخرى، مما ينذر بمستقبل مجهول، وواقع معيشي خطير ينتظر المغاربة مع هذه الحكومة التي لا تستحي مما تفعله، ولا يهمها ما نحن فيه.
هذا الوضع الكارثي وقع في بلد “المغرب الأخضر” الذي قاده ودبره لمدة 16 سنة من يرأس الحكومة الحالية، وصرف عليه أكثر من 40 مليار درهم، وزعها على كبار الفلاحين والمضاربين والشركات الكبرى، فكانت النتيجة ما يلي:
استنزاف كبير ومستمر للثروة المائية، من طرف ضيعات الأفوكادو والحوامض والبطيخ، التي تستهلك أكثر من 80 بالمئة من هذه المادة الحيوية التي أصبح تأمينها يتهدد المغاربة، خصوصا عند حلول فصل الصيف.
القضاء على الفلاحة التضامنية وافقار الفلاحين الصغار الذين يضمنون تزويد الأسواق الشعبية بمنتوجاتهم التسويقية، وبأثمان معقولة، مقابل اغناء الفلاحين الكبار والشركات المصدرة التي همها الوحيد ما ستجنيه من أرباح مقابل تصدير الثروة النباتية والمائية للمملكة.
اغراق السوق الوطنية بالبذور الإسرائيلية التي لها تأثيرات سلبية وكارثية على خصوبة التربة، إضافة الى ما تحتويه من أضرار أخرى يعلم بها الله.
فشل المخطط، رغم ما صرف عليه من أموال، في الحفاظ على الأمن الغذائي، ونتيجة ذلك تظهر الآن، بوقوف الحكومة متفرجة على المواطنين وهم يعانون من غلاء أسعار جميع الخضر، رغم توفرها في السوق، أضف الى ذلك القضاء على الثروة الحيوانية وتوجه الحكومة الى استيراد العجول. ويعلم الله كيف سيكون حالنا مع عيد الأضحى، بل كيف ستكون أحوالنا مع هذه الحكومة التي لا تبالي لمعاناة المواطنين، بل لا تبالي أصلا عندما يظهر علينا وزراؤها من وراء الشاشات، وهم يقصون علينا قصصا لأسعار الطماطم والبطاطس والبصل لا توجد الا على شاشات التلفاز، تماما كما يوجد اللحم ب 75 درهما في سوق “أحد العرب” على قول المراوغ الرسمي للحكومة”
هذا المخطط، كما يقال: ” هو أخضر في عيون الشركات المصدرة وأسود في عيون لمواطن الفقير”
وختاما فحال هذه الحكومة يقول بصوت عال: “اذا لم تستحي فاكذب كما تشاء”
عذراً التعليقات مغلقة