تيزنيت تعتبر رائدة جهويا من حيث التحصيل الضريبي
علم أن بعض الموظفون التابعون لكل من المفتشية الإقليمية للضرائب ومصلحة التسجيل والتمبر والقباضة الإدارية للجبايات بإقليم تزنيت، يعانون في صمت من ظروف الاشتغال الصعبة والغير المريحة، كون الملفات التي يباشرون تسويتها الإدارية ترِد عليهم من أقاليم عديدة في الجهة الجنوبية، بسبب شساعة المجال الترابي التابع للإدارات المذكورة بقلة الموظفين المطالَبين بالتدقيق في المعطيات الرقمية للضرائب المختلفة وتنفيذ المعاينات الميدانية، حيث يشمل المجال الترابي بالإضافة إلى إقليمي تيزنيت وسيدي إفني كلاٌ من أقاليم (كلميم، طاطا، آسا الزاك، طانطان) لا يقابله في الواقع ما يكفي من الموظفين، الذين لا يتجاوز عددهم 23 شخصا فقط، نصفهم تابعون للمفتشية الإقليمية والنصف الآخر موزعون بين القباضة ومصلحة التسجيل والتمبر، علاوة على اشتراك الإدارات الثلاث في سيارة مصلحة واحدة من نوع ” فياط إنو ” لا تساعدهم على تسريع وتيرة الملفات وتسوية وضعيتها الإدارية والقانونية، وأحيانا كثيرة يستعمل المسؤولون سياراتهم الخاصة من أجل التنقل .
هذا وارتباطا بالموضوع، أفادت مصادر عليمة أن موظفي مصلحة التسجيل والتمبر بتيزنيت يشتغلون في بناية قديمة لا تتسع فظاءاتها التي لا تتجاوز 60 متر مربع لاستقبال العشرات من زبناء الإقليم الراغبين في وضع التصاريح الضريبية وأداء ما بذمتهم من واجبات التسجيل والتمبر، حيث يضطر معظمهم إلى الوقوف تحت الشمس وفي الأجواء الممطرة، كما يعاني الموظفون في صمت من قلة التجهيزات والوسائل التي تؤدي إلى تعطل السير العادي للعمل ولا تساعد الموظفين على مسايرة الطلبات المتنامية لدافعي الضرائب، فمصلحة التسجيل والتمبر لا تتوفر إلا على خط هاتفي مشترَك وعلى ثلاثة حواسيب وطابعة واحدة يتناوبون عليها مع موظفي القباضة، زيادة على كون المكاتب الإدارية والكراسي المتوفرة قديمة جدا وبعضها لا يصلح للاستعمال، كما أن شباك استقبال الزبناء بالقباضة تكاد تكون شبابيك سحب التذاكر بالمحطات الطرقية أحسن منه بكثير، وأحيانا كثيرة يضطر الموظفون لإصلاح الناسخة الوحيدة لديهم بإمكانياتهم ووسائلهم الخاصة، بسبب كثرة الأعطاب التي تصيبها وبسبب حاجتهم الملحة إليها.
من جهة أخرى أضافت بعض المصادر أن المصالح المذكورة تتوفر على حراس ليليين خاصين لكن يبقون خارج أبواب الإدارة حيث لم يتم توفير مأوى لهم يقيهم من تهاطل الأمطار أو العواصف، أما فترة الصيف وما تعرفه من حرارة تضرب كل المقاييس لم تستطع الإدارة الجهوية توفير مكيفات هوائية للمكاتب، الشئ الذي يؤرق بالهم خصوصا في الفترات الصيفية، فاقتنوا من مالهم الخاص ثلاثة مكيفات وستائر للنوافذ، بعد أن كادت مكاتبهم تتحول إلى حمامات “إدارية”، تضيف ذات المصادر، زيادة على معاناتهم اليومية مع الأموال المستخلَصة من الزبناء، والتي يخشون فقدانها في أي وقت، بسبب عدم توفرهم على خزانات خاصة لتجميعها وحفظها إلى حين تسليمها للمصالح المختصة، وبالرغم من أنهم يروجون ملايير السنتيمات كل سنة.
وبالرغم من كل هذه الإكراهات، تبقى مصلحة الضرائب بتيزنيت رائدة على مستوى الجهة من حيث استخلاص الضرائب لدى العموم، خصوصا منذ تعيين المديرين الجديدين على رأس كل من مديرية التسجيل والتمبر والمفتشية الإقليمية للضرائب بتيزنيت، مما استحسن معه المواطنون وبعض المحاسبين ممن التقينا بهم مرونة تدبير ملفاتهم الضريبية، سواء بخصوص الضريبة على بيع العقارات أو ضريبة السيارات أو التصاريح الضريبية، بل أكثر من هذا يضيف بعضهم أنه أتم القطع مع بعض العادات القديمة، وذلك بإبعاد العشرات من السماسرة من الاقتراب من المصالح المذكورة.
وأفادت مصادر عليمة أن المفتشية الإقليمية للضرائب بجميع مصالحها المذكورة، ضلّت خارج التغطية بخصوص التجهيزات الجديدة والتي لم تستفد منها منذ سنوات عديدة، على عكس ما تتمتع به المديرية الجهوية بأكادير، والتي استفادت عدة مرات من تجهيزات حديثة، كما تمنت ذات المصادر أن يكون تعيين المدير الجهوي الجديد بأكادير السيد ” محمد إقبال بلفقيه”، بادرة خير على هذه المصالح ليوليها العناية الفائقة حتى تصل إلى مستوى باقي المفتشيات، خصوصا بعد معاينته لها خلال زيارته التفقدية لتيزنيت أواخر الشهر الماضي .
الحسين بالهدان
عذراً التعليقات مغلقة