أن تعبر عن رأيك بكل حرية أمر بديهي وحق بسيط تكفله جل الحقوق الكونية في البسيطة لكن في بلد منزو كالمغرب وبالضبط بمدينة مهمشة غير محسوبة على خرائط التنمية وغير مدرجة اساسا بالمنظمومة السياسية وغارقة في وحل التقاليد والعادات المتزمة يصبح الأمر شبه مستحيل بل وقد يقودك ذلك إلى ساحات الوغى والصلب وقد تجد من الجيوش افواجا ومن واتباع المتحكمين باللعبة السياسة ألوفا مألفة يتربصون بك من كل الجنبات ومستعدين لخوض معارك نيابة عن أسيادهم في سبيل تحصينهم من النقد الذي وإن كان الغرض منه تصحيح الأخطاء وتصويب السهام لمكامن الخلل سعيا لتوجيه العملية السياسية وخلق نوع من التوازن يصب أولا وأخيرا في دفة المدينة ولمصلحتها العليا فهو مرفوض بل ويصبح التعبير والافصاح عنه لدى هؤلاء جريمة تستحق الرجم وقد ترمي بك لتصير منبوذا بذنب الاختلاف فحسب
لكن ومن خلال ما راكمته من سنين في البلدة أكاد أجزم أن التغيير أصبح وهما ولو حاول بعض أصحاب العقول النيرة تحريك مياهه الراكدة ببضع وقفات واحتجاجات تجد المستغربين لها أكثر من الملتفين لدعمها ونصرتها لأن الخلل يكمن في تصدي العقليات أساسا وتحجرها وانسياق رغبتها في التقهقر أكثر من عزمها في تغيير جلدة التخلف والانسلاخ من براتينها، اليوم ومن خلال ما تابعته عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جدال وتعليق وتعليق مضاد ومستوى النقاش وتدخلات الأعضاء منتخبين منهم ومسؤولين تسير كلها في اتجاه ضرورة إعادة تكوين طبقتنا السياسية المريضة بتوهم السلطة والمفتقرة لشروط المناقشة والحوار، اليوم أكدوا المشكك فيه وأثبتوا كل ما كان يريب في اذهان الساكنة التي تطيع هؤلاء في كل شيء وتتلون بافكارهم البئيسة العقيمة التي لم تنتج ولن تنتج مستقبلا اي شيء مالم تحدث معجزة تخرج فكرنا خارج الصندوق وتقذف بوعينا بعيدا عن كل اشكال التبعية والخضوع للمال وللسلطة ولكسرة الخبز وأموال الإحسان وقفف رمضان وخرفان العيد …
اليوم وانا اتابع واقع البلدة من كل المجالات وما يحيط بها من هالات في المهرجانات ونواقص مهولة في مجالات حيوية وحساسة تنتابني الغصة من كل ما يجري، من سيطرة ذوي المال والنفوذ على مراكز القرار وعزل الشباب من المشهد وتراجع الكفاءات المحلية عن التقدم صوب دواليب السلطة او حتى التجرؤ على نفض الغبار عن هذه النواقص ..
يحز في نفسي كثيرا وصورة المسؤولين المحليين تخدش خارجا وهم يوضعون موضع مقارنات بالسخرية وانا الحالم بمدينة المثل والجماعة الفاضلة التي تراودني كغيري من الأجيال التي ينخرها داء هؤلاء المتسلطين علينا هل عقابا بذنوبنا أم ابتلاء على صبرنا لا يهم مادام التقهقر هو العنوان وهو المصير والغاية لأن كل الكلمات لن تجدي مادام كل ماقيل وما سيقال بعده هو محض مزايدات في نظر مسؤولينا البؤساء الأغبياء فكرا وثقافة، لحاضرهم وغائبهم أقول بملء فمي : بئس المسؤولين أنتم
بقلم:محمد القاسمي
عذراً التعليقات مغلقة