ردا على اتهامات الدكتور : ﻫﺬﻩ أسبابنا لمقاطعة تيفاوين… ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻋﺪﻣﻴﻴﻦ

الوطن الأن17 أغسطس 2018آخر تحديث :
ردا على اتهامات الدكتور : ﻫﺬﻩ أسبابنا لمقاطعة تيفاوين… ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻋﺪﻣﻴﻴﻦ

إن المعرفة لا تولّد الأخلاق , والأفراد المثقفون ليسوا بالضرورة أناساً صالحين  – جان جاك روسو

        نعت الدكتور و الاستاذ و المفكر و الفقيه و الحقوقي و الجمعوي المثقف ابراهيم اعراب فئة عريضة من المجتمع التافراوتي التي تبنت موقفا معارضا لمهرجان تيفاوين ، بالكسالى و الفاشلين و العدميين ينشرون اليأس و الإحباط ،  و يحملون ثقافة الحقد ضد النجاح و وصف حالتهم دون تحفظ بالحالة النفسية المرضية ، قبل ان يوجه امره الى اصحاب هذه المواقف بإلزام الصمت ،

و قال في حديث اخر بان جمعية فيستيفال تيفاوين بطاقمها ابان عن روح الدعم و الانفتاح على الجمعيات الشبابية المحلية  و هذه احدى مساهمات تيفاوين في تقوية النسيج الجمعوي ……الخ و ضرب مثلا بنشاط برمج في اخر اللحظات دعت اليه ادارة المهرجان الجمعية الحقوقية التي يمثلها الدكتور للحديث عن الانسان و الارض و الهجرة .

رد الجمعية  – الباحثة عن شرعنة ما تقوم به –  بعد كلام الدكتور جاء بلمح البصر، حيث قام رئيسها بإعادة نشر ما كتبه معلقا عليه بالحرف :

” شهادة نعتز بها كثيرا .. إنها من أستاذ مناضل حداثي جليل .. يسمي الأسماء بمسمياتها .. يناضل بالكلمة وبالعمل الميداني المتواصل .. سليل الدوحة الكرسيفية ..شكرا لكم أستاذي ابراهيم أعراب .. إنك مفخرة أدرار ” .

   هذا مشهد صغير من مسرحية رديئة الاخراج لازالت فصولها متواصلة على ارض تافراوت وافتراضيا على مواقع التواصل الاجتماعي   .

لنأتي اولا على كلام من يجمع كل الصفات العلمية و الفكرية  و الحقوقية ـ اقصد الدكتور :

بين اسئلة “العدميين” و أحكام الدكتور  :

لا شك ان الملاحظ العادي لكلام الاستاذ ، لن  يميزه عن كلام عامة الناس ،  فبدل ان يكلف نفسه عناء التفكير و التحليل ، من موقعه كمثقف ينتظر منه المجتمع ان يقوم بدوره التنويري كما يجب ؛ و يقوم بوظيفته النقدية سارع الى اطلاق الكلام على عواهنه دون روية ، و دون تمحيص ؛ فأصدر احكام  و اتهامات مجانية على شريحة عريضة من المجتمع ؛ تبنت موقفا مبنيا على اسس موضوعية ، من تظاهرة ضخمة ليست في حجم بلدتهم الصغيرة .

من وصفهم الاستاذ بالكسالى و المرضى النفسانيين عبروا عن حقهم في الرأي بأشكال مشروعة  و اعتبروا ان هناك اكثر من طريقة لتشجيع الثقافة و الفن غير هذه و بنوا موقفهم على اسباب عديدة نجملها في كون :

البلدة لا تتحمل استقبال الاف الجماهير من كل بقاع المغرب ، و تشكو من خصاص في المياه و تفتقر للمستشفى و البنيات التحتية من الحجم الكبير…الخ

فهل ترى يستحقون  كل هذه الاوصاف القدحية – من مثقف يا حسرة – لأنهم عبروا عن رايهم هكذا ؟

ما الذي ازعج الدكتور ليكشر عن انيابه ، فجأة في وجه قاعدة عريضة من ابناء تافراوت تدافع من وجهة نظرها عن الصالح العام ؟

كيف يفتقر استاذنا الجليل للمعطيات الضرورية لتكوين وجهة نظر علمية سليمة ، حول هذا النقاش الذي استمر منذ ثلاثة عشر سنة ؟ و كيف استسلم للانطباعات و الأهواء بدل إعمال العقل و الفكر و اتباع الخطوات المنهجية التي يعرفها أكثر من عامة الناس ؟

كيف يسمح الاستاذ الجمعوي المدافع عن حقوق الانسان لنفسه بالكلام ، و يأمر الاخرين بالصمت ؟

و لو القيت على عاتقه مسؤولية التقييم الموضوعي المسبق لمدى قدرة المدينة على تنظيم مثل هذه التظاهرة ؛ كما يحدث في كل التظاهرات الكبرى عالميا باعتماد معايير البنيات التحتية و الطرقية و الامن ومختلف المواصلات و و الماء و الكهرباء … كما يقول بذلك العدميون ، فماذا سيكون قراره ؟ ما الذي يأتي على رأس الأولويات بالنسبة اليه ؟

الزواج الجماعي مبادرة انسانية افرغها المنظمون من جوهرها:

    فيما يتعلق بمبادرة الزواج الجماعي ، فان ممولها يستحق كل الشكر و الاحترام ، و معروف بمساهماته في تنمية البلدة ، و اذا كانت نواياه  انسانية حسنة فان المنظمين افرغوا هذا المبادرة من جوهرها الانساني لتتحول على النقيض من ذلك الى تجارة و تشهير بالعائلات و ضرب في ركائز الاسرة المحلية . فماذا يعني ان يعلن السادة المنظمون للاصدقائهم الذكور من جميع بقاع العالم ان تافراوت تفتح لهم الابواب للزواج ببناتها ، دون شروط بل بمقابل مالي في حفل تيفاوين ؟ ماذا يعني استدعاء الازواج مرغمين للظهور امام عدسات المصورين و شاشات التلفزة و الهواتف المحمولة لكل من هب و دب ؟  اليس لكم علم بثقافة المنطقة ،؟ اليس لكم علم بان انفة اغلب ابودرارن لن تسمح لهم بالتسول و طلب الصدقة مهما بلغوا فقرا ؟هل لابد ان تمرغوا كرامة الازواج في التراب ؟ الا تقدرون حجم و خطورة  هذه  الامر على نفسية ابناء هذه الاسر مستقبلا ؟

اليس من الأجدر مثلا ان تقام هذه المبادرة بشكل اخر ، يحترم كرامة المستفيدين ، كالاكتفاء بالاعلان عن عدد المستفيدين ، دون ذكر اسماءهم و لا إرغامهم على الاستعراض امام الجمهور ؟

 و ان كانت ذريعتكم المحافظة على طقوس الزواج المحلي ،  اليس بإمكانكم  تنظيم حفل رمزي تمثيلي ليس من الضروري ان يؤديه الازواج الحقيقيون   ؟ ….

انفتاح على الجمعيات ام احتواءها :

   و بخصوص ما اسماه مثقفنا الجليل بانفتاح تيفاوين على الجمعيات المحلية ، و احتضان انشطتها ، فان اغلب المتتبعين يرون في ذلك محاولة احتواء لأنشطة هذه الجمعيات و الهيمنة عليها و افراغها من طابعها المحلي ، ما سيؤدي حتما الى زوالها و القضاء عليها ، و في هذا الصدد فان تجربة السنوات الماضية مع مبادرة تاسمغورت ن تيزلا اكبر دليل على ذلك . ( ولادة الفكرة و نجاحها ، احتضانها من تيفاوين ، موتها ) .

 و في العلاقة مع الجمعيات المحلية ، يمكن ان يبدع منظموا تيفاوين ، عوض السعي نحو الهيمنة ، او الاصرار على تنظيم مهرجان ضخم في بلدة صغيرة تعج صيفا بفرجات القرب في كل الدواوير .

فبما ان الجمعيات المحلية مواضبة على تنظيم انشطتها المتنوعة كل صيف ، كما جرت العادة على ذلك قبل تيفاوين بميزانياتها الخاصة ، و حتى تتم الاستجابة لمطالب الساكنة باعادة النظر في المهرجان بشكله الحالي فهناك اقتراحات عملية للنقاش :

–         تغيير اسم التظاهرة ليصبح مهرجان تيفاوين للجمعيات

–         التنسيق مع الجمعيات المحلية لوضع برنامج زمني  يسمح يوميا خلال شهر غشت  بتنظيم نشاط في كل دواربالتعاون مع تيفاوين مع الحفاظ على استقلالية الجمعيات .

–         مواصلة مهمة البحث عن التمويل و المستشهرين ، و تخصيص ميزانية كل سنة لانجاز مشروع محدد و يحضى بالاولوية في احد الدواوير .

–          تجديد مكتب الجمعية و فتح المجال امام الفاعلين الجمعويين لعضويتها و الحرص على انعقاد جموعها العامة بانتظام و بشكل علني  ، اذ لا يعقل ان يقود الجمعيات نفس الاشخاص منذ 13 عشر سنة.

–         – نشر التقارير المالية للجمعية ووضعها رهن اشارة العموم

–         القطع مع سياسة شراء الاقلام و اغراق المدينة بالصحفيين الذي ينجزون تقارير كاذبة حول المنطقة و فتح المجال لكل مهني يريد تغطية التظاهرة بشكل تطوعي بدون املاءات ، و الا فان شباب و كفاءات المنطقة قادرة على ذلك .

–         استقلالية الجمعية عن أي حزب سياسي و الابتعاد عن الدعاية السياسية .

خلاصة القول :

هذه وجهة نظر العدميين و هذه اسئلتهم التي ينتظرون من الدكتور و كل من يهمه الأمر الاشتغال عليها ، و ليس كما روج لذلك ، من اكاذيب حول الحقد ضد النجاح .

ان الكلام الذي قام باجتراره ، ليس بجديد فقد سبقه اليه المهرجانيون منذ سنوات ، كلما عجزوا عن تبرير ما يقومون به ، و كلما فشلوا في اقناع الساكنة بجدوى مشروعهم ، على البلدة و ساكنتها ، فكان السلاح و لازال هو الشتم و إطلاق الأوصاف و التهم المجانية  . و الاستعانة بالأقلام المأجورة للتضليل و التطبيل و طمس الحقيقة .

 الجديد المستجد و المؤسف في ان واحد هو التحاق الدكتور المثقف بالجوقة ، و قبوله لعب دور البوق دفاعا عن مصالح خاصة ، لن يصله منها سوى الفتات .

مفاجأة الدورة هي اقتحام الفقيه لحرم المسجد ببلغته المليئة بالوحل ، فدنس المكان و اغتال الامال المعلقة على ” بركته ” المزعومة ، و حكمته المفترضة .

الجديد ، ان نكتشف متأخرين ان مشكلة ادرار تكمن في (مثقفيه) ايضا ، اولئك الذين يجهلون ان وظيفتهم هي قيادة قاطرة تغيير المجتمع نحو الأفضل ، و الانحياز لقضاياه العادلة  والانتصار للحقوق و الحريات بدل تكميم الافواه و توجيه الاوامر بالتزام الصمت .

 الذين يعتقدون مخطئين ان الحصول على شهادة عليا هو نهاية البحث العلمي و بداية البحث عن الامتياز الاجتماعي و الاقتصادي و التسول للحصول على الاكراميات .

مؤسف حقا ان يصل الامر بمثقفينا الى هذا المستوى من الانحدار و الانحطاط ، في وقت ما احوج الشباب فيه الى صوت هذه النخبة ، و نصحها و ارشاداتها و و معارفها.

ان الشباب – الذين نعتهم الدكتور بالكسالى – هم من يقوم بدور التغيير و التنوير امام تيار جارف ابتلع الكثيرين ، و رغم  الاحتقاروالتهميش و التغييب الممنهج ضدهم في عديد المحطات و المناسبات ، استطاعوا ان يبدعوا و يقودوا مبادرات خلاقة ـ و بالمناسبة ندعو الدكتور لحضور نشاط جمعية – يقودها شباب كسول عدمي – لتتويج الطلبة الذين انجزوا بحوثهم الجامعية حول تافراوت ، حيث هناك مكانهم المفترض و ليس البحث عن الاضواء و الجري وراء المصالح و شرعنة العبث .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة