أمينة أنجار : جمعية الآباء…حكاية فساد

الوطن الأن24 سبتمبر 2018آخر تحديث :
أمينة أنجار : جمعية الآباء…حكاية فساد

في خضم الحديث عن أزمة التعليم و تدهور جودة التعليم العمومي يعود إلى الواجهة دور جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ في تجويد التعليم و الرقي بظروف التمدرس و تقديم الدعم للمؤسسات التعليمية من خلال الدور التمثيلي الذي تمثله الجمعية باعتبارها تضم كل الآباء و الأمهات و أولياء التلاميذ المتمدرسين. هذا الدور الأساسي و الحيوي يجعلها تلعب دورا في الحوار مع المؤسسة و الآباء و الأمهات عند الضرورة. كما يمكن أن تتحول إلى فضاء للنقاش العمومي حول التعليم.
جمعية آباء و أمهات و أولياء التلاميذ، هي جمعيات يؤطرها القانون و لها نظام خاص بها و نظام أساسي يفسر بدقة غاياتها و أهدافها و تحرص السلطات المحلية على تجديدها و تفعيل دورها وعيا من الدولة بدور تلك الجمعيات.
على أرض الواقع و بالضبط بمدينة تيزنيت الجميلة لابد لكثير من الأشياء أن تكون على عكس ما خلقت من أجله. جمعيات تضم أشخاصا لا علاقة لهم بالمؤسسة باعتبارهم ليسوا آباء و لا أمهات و لا أولياء لأحد، هم أعضاء في الجمعية مند أن خلقت و لا أحد يعرف من المعنيين متى تعقد جموعها العامة و لا اجتماعاتها و لا يظهر أثر لأنشطتها على ارض الواقع إلا عند كل دخول مدرسي حيث تقوم بتوزيع رسوم الانخراط على التلاميذ و بمبالغ غير مفهومة، تلك المبالغ لا يعرف أحد في ماذا تصرف و لا من يصرفها ؟ الأمر مزعج للآباء و لا يبدوا أنه مزعج للإدارة و السلطة و الرأي العام .فكم من أب أو أرملة أو عاطل.. يعجزون عن دفع رسوم تلك الجمعية التي تحول الانخراط فيها إلى شرط أساسي للتسجيل.
ولأننا في تيزنيت لا يمكن أن نكتفى بعيب واحد و لأن الجمعيات تخلق الثروة و تحارب البطالة، خلقنا داخل بعض المؤسسات جمعية رياضيةأيضا من المفروض عليك الانخراط فيها.
نفس الوجوه التي نجدها في الوداديات السكنية و جمعيات المعاقين و جمعيات الأحياء و جمعيات الفلاحة و تربية النحل نجدها في جمعيات الآباء و أخواتها من تلك الجمعيات الرياضية.
لا أحد يجادل في أن سكان هذه المدينة السلطانية طيبون و لا أحد أيضا سينكر أن البعض بالغ في استغلال طيبوبة هؤلاء البسطاء ، ليس إذا من المعقول في شيء أن نزيد الفقراء كرها في المدرسة و التعليم لأن الأغنياء انصرفوا الى المدرسة الخاصة و أسيادهم لمدارس البعثات الأجنبية و لم يبقى في التعليم العمومي إلا من لا حول له و لا قوة.
رجاء اتقوا الله في عباد الله .. أحلوا أرزاقكم .. يرحمكم الله.

أمينة أنجار

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة