عزيزي عزيز أخنوش إبن الحاج حماد أولحاج أخنوش، إنكم سليل أسرة أمازيغية شريفة وعريقة، تناسل فيها العلم والجاه والنبل جيلا بعد جيل..
اسمحوا لي أن اعبر لكم بكل صدق وصراحة، أنكم اقدمتم على خطوة غير محسوبة العواقب، محفوفة بالمخاطر، ستكون لها نتائج عكسية في ما أنتم سائرين في تحقيقه لحزبكم..
تتذكرون جيدا، ذات يوم، داخل فندق بمدينة أكادير، اتجه صوبكم ثلة من الشباب، عاملتهم بلطف واحترام كبير، وأنت ابن الخيمة الكبيرة، طلبوا منكم منحهم وقتا وجيزا، تفضلتم بذلك، جزاكم الله خيرا، ثم طلبوا منكم أن تتوسطوا لدى أوساط عليا في الدولة لحل مشكل حزب سياسي ورفع المنع والحظر على الامازيغ للممارسة حقهم في التنظيم والسياسة وفق مرجعيتهم الامازيغية وطبقا لما يسمح به القانون.
قمتم بطأطأة الرأس، وحركتم حاجبكم نحو الأعلى، ورفعا للحرج، قلتم، غانشوف غانشوف. فعلا كانوا يدركون صعوبة المهمة، وكنتم تعتقدون أنهم سيطلبون منكم دعما ماليا لتنظيم مهرجان الزعفران أو الزيتون في دوار من دواوير سوس، او منحة لتعاونية تربية النحل… لكن الشباب فاجأوك بطلبهم لأنهم كانوا يحملون مشروعا سياسيا كبيرا على ما كان يدور في ذهنك.
عزيزي عزيز أخنوش؛
إن الحركة الأمازيغية لها مشروعها السياسي والايديولوجي، الفكري والفلسفي، بعيد كل البعد عن حزبكم ومرجعيته ومساره، فكل من يقول لك ان الحركة الأمازيغية ليس لها من يمثلها وليس لها رأس ولا تنظيم، كأنها حركة لقيطة، فإنه حتما يكذب عليك، ينافقك جهارا، ولا يحب لك الخير، لأن القضية لها رموزها وشهدائها ومعتقليها، فمن يقدمها لك في المزاد العلني هو تاجر بئيس يبحث عن الفرص و ينتهز العرض والطلب.
عزيزي عزيز أخنوش
الذين يطوفون حولك ويبيعون لك الوهم، لم يخبروك أن الامازيغ يعانون من المحاكمات السياسية بخلفية عنصرية، ولهم صراع سياسي/ قضائي مع الدولة، بحل وابطال الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي الذي اسسه الرمز والزعيم احمد الدغرني سنة 2005، ومنع اللجنة التحضيرية لمشروع حزب تامونت للحريات في مراكش 2016، وصدر في حقها حكما قضائيا… فكيف للامازيغ أن يشاركوا في عملية انتخابية وسياسية أمام هذا الحظر والمنع..
عزيزي عزيز اخنوش
الذين يقولون لك أن الامازيغ سيساعدونك في محاربة الاسلاميين هم يكذبون عليك كذبا مفضوحا، هم الذين ينعشون قوة الاسلاميين في المجتمع، لأنهم لا يشتغلون ولا يعملون في التنظيم، ويتكلمون عنهم وعن العلمانية كثيرا في العالم الافتراضي ويناموا حتى الظهر، فيما الإسلاميون لا يتكلمون ولكن يعملون ويستقيظون منذ مطلع الفجر ويشتغلون مع المجتمع السفلي. لذلك من يقول لك أن الامازيغيين سيساعدونك في معركتك ضد الاسلاميين هم يخاطبون جيبك ولا يخاطبون قلبك.
عزيزي عزيز أخنوش
القضية الأمازيغية قضية سياسية حارقة، معقدة وغير بسيطة، لن يستطيع “بيت عصمان” الذي تحملون مفاتيحه الآن استيعابها او حتى أن تكون في مجاورتها، حزبكم مهما حاولتم تحديثه هو حزب قديم وعتيق، لن يساير ابدا ما تطرحه القضية الأمازيغية من مواقف وقضايا وملفات شائكة، بدءا بهوية الدولة ووصولا بقضية الأرض و الغابات والمناجم والقيم وحقوق الجهات.. فحزبكم لن يحمل هذه القضايا ولن يقدر عليها..وبالتالي فجوهر المعظلة ليست دخول الامازيغ إلى المؤسسات كما وهموك بذلك، وإنما المشكلة تكمن في المرجعيات الثقافية والمطلقات الفلسفية.
عزيزي عزيز أخنوش
القضية الأمازيغية تحمل بديلا سياسيا وثقافيا، يفوق بكثير ما تشتغل عليه وتقدمه جميع الأحزاب الحالية بالمغرب، لأن البديل الامازيغي يطرح تعاقدا جديا وجديدا مع الدولة لبناء مستقبل آمن وزاهر لمغرب موحد ومتنوع، بديل سياسي يستند على المرجعية الأمازيغية، وما قمتم به مؤخرا يدخل في ضروب التشويش على المبادرات الأمازيغية لبناء الحزب بمرجعية أمازيغية ثقافية وحضارية. فكل ما يحتاجه الامازيغ اليوم للدفاع عن حقوقهم هو الحرية والديموقراطية الحقة.
عزيزي عزيز أخنوش
انتم لكم حزبكم وبيتكم السياسي تفعلون فيه ماشئتم، وتعلقون على جداره صور زعمائكم ورؤسائكم السابقين، حزبكم يختلف أيديولوجيا وفكربا وتاريخيا بشكل كلي وقطعي مع الحركة الأمازيغية، ونحن أيضا نريد أن يكون لنا بيت سياسي يأوينا ونأويه، يجسد مرجعيتنا ويناضل على حقوقنا، بيت نعلق على جدرانه صور محند بن عبدالكريم الخطابي وعسو باسلام وعباس المساعدي وازايكو والهباز وقاضي قدور وداحماد الدغرني وعمر خالق ايزم….
في الختام يا عزيز
نحن لن نكن لكم حقدا ولا لحزبكم، ومن حقكم ممارسة الاستقطاب، لكن رغبنا في اخباركم أن الطريقة التي قمتم بها في استقطاب من تريدون، فيها عيوب كثيرة في استغلال تراكم نضالي طويل وعسير للحركة الأمازيغية، وقامت آلتكم الاعلامية بإخراجه بطريقة فيها إساءة كثيرة للحركة الأمازيغية ولرموزها الحقيقيين، الخالدون منهم والباقون. وهو ما سيؤثر سلبا على نتائج حزبكم في الانتخابات القادمة.
اعتذر منكم كثيرا، لأننا لا نستطيع الكذب عليكم.
عبدالله بوشطارت
عذراً التعليقات مغلقة