إقليم تيزنيت يحتضن حرف تراثية بارزة، ومن بينها الصناعات الجلدية و النواة الأولى لبدايتها كانت بمنطقة أنزي في دواوير متعددة (دار الأربعاء، تلين، أيت مبارك أومسعود، إلماتن) وتيغمي ثم تافراوت .
هذه الصناعة كانت معاشية، تمارس على نطاق واسع بوسائل جد تقليدية، تخضع لتقسيم اعتباطي للعمل حيث أن بعض القرى تتخصص في:
• الجلد وتلوينه وإعداده لمرحلة لاحقة.
• تحويل هذه المادة الأولية إلى منتوجات تقليدية محلية توظف في مختلف مناحي الحياة (المطبخ، الملابس، الموسيقى) ويوجه الفائض منها إلى الأسواق المحلية.
حرفة الدباغة هذه، في حمولتها الثقافية، مهددة بالانقراض. بالموازاة مع هذا النمط من المنتجات الجلدية التقليدية، هناك دواوير أخرى اختارت أن تتلائم والحداثة وتوجهت لصناعة البلاغي التقليدية “إدوكـان” و”إيجـبيـرن” والعديد من المنتجات الأخرى بلمسة حداثية تتناسب مع متطلبات الزي واللباس الحديث .
بيع الإنتاج المحلي كان يتم بسوق أنزي في بداية الأمر. غير أن إشكالية التسويق وكون الرواج في هذا السوق لا يتماشى مع العرض الكثير دفع بالصناع الى الانفتاح على تافراوت ومدينة تيزنيت، ليلتقي الصناع مع نظرائهم ” بأدرار وأزغار “، من داخل الإقليم وخارجه.
هذا الوضع رفع من حدة التنافس بين صناع الجلد. كل صانع سعى الى تطوير مصنوعاته حتى تكون مناسبة للأذواق المختلفة، مع الحرص على وضع اللمسة التقليدية المحلية التي تضفي على المنتوج جمالية وروعة خاصة .
من زنقة إيمزيلن بتيزنيت، الى زنقة إيدْ بِي إيدوكان بتافراوت، ودوار إلماتن وسوق الأحد بأنزي، وأسواق إداوسملال، تيغمي، إرسموكن، أيت براييم تشتغل يد عاملة مهمة في قطاع يحتاج إلى الكثير من العناية لتحقيق مجموعة من مطالب الصانع التقليدي وأهمها التغطية الاجتماعية وتوفير ظروف اشتغال تحترم ابسط شروط الصحة والسلامة.
أرخاوي عبد الحق
عذراً التعليقات مغلقة