2 – المراوغ الرسمي باسم الحكومة
ابتليت هذه الحكومة كما ابتلي معها الشعب المغربي برئيس حكومة أبكم لا يقدر على الكلام، الا ما كتب له بعناية مع خضوعه لجلسات تدريب على القراءة، وإلا ارتكب فضائح لغوية يندى لها الجبين.
أمام هذا الفراغ التواصلي المريع، سطع نجم وزير ناطق، ولكن نطقه لا يلامس واقع الشعب المغربي، بقدر ما يتخندق في مخيلة سيادة الوزير ومعه حكومة العدل عن الإرادة الشعبية، والوفية للمصالح المشتركة بين تجمع المصالح الذي يتكون منه الفريق الحكومي، فضلا عن المجالس التي افرزتها مجزرة الثامن من نونبر.
هذه الحكومة التي غرقت إلى درجة الاختناق في فضائح كثيرة (فضيحة الغلاء المستشري في كافة المواد الغذائية والخصر، فضيحة استيراد لحوم االبقار، فضيحة الغازوال الروسي….)، وجدت نفسها أخيرا أمام نيران المدفعيات الثقيلة التي تأتيها من المعارضة البرلمانية ومن الشارع الذي يغلي باستمرار.
وكمحاولة للدفاع عن نفسها أمام هذا الهجوم الكاسح الذي تتعرض له، وتبرير فضائحها، عمد هذا المراوغ الرسمي باسم الحكومة الى جمع تلة من المنابر الصحفية، في ندوة، أغلب الظن انها موجهة ومخدومة، ليبرر الغلاء المستشري في الخضر والمواد الغدائية والنفطية، ويدافع عن استيراد العجول.
ولكن لأن الواقع الذي يعيشه الشعب لا يرتفع، ويعاند كل المبررات التي يقدمها سيادته، بدا السيد المراوغ الرسمي، وكأنه جاء ليصب مزيدا من الزيت على نار مشتعلة، كونه لم يجب عن الأسئلة التي تطارده، كمكان الجزار الذي اشترى منه اللحم ب75 درهما، والأسواق التي تبيع الطماطم ب4 دراهم في الوقت الذي يشتري فيه المواطن البسيط اللحم بأكثر 100 درهم والطماطم بما فوق ال10 دراهم. ولأن الحكومة هي حكومة الشعب، وليس حكومة التجار الكبار، وتهتم بأحوال الشعب ، وليس بوضعية أسواق الجملة، ويجب عليها إيجاد حلول لما يعانيه الشعب، وليس تقديم مزيد من التسهيلات لتجار الأزمات، فان الشعب لم يطلب من سيادة الوزير المراوغ، أن يقرأ عليهم الأثمان المرجعية لسوق الجملة بانزكان، ولا أن يصرح بأنه اشترى لحما من عند جزار في “سوق العرب” ب75 درهما، ولا أن تلغي رسوم استيراد العجول، في
اطار عملية “تبياع العجل” وما الى ذلك من مراوغاته التي لا تنتهي .
كل ما يريده منك المواطن يا سيادة الوزير ومعك حكومتك الموقرة، هو أن تعملوا على أن تكون أثمان الخضر في متناول المواطنين في أسواقهم، ويستطيعوا شراء اللحوم كما اعتادوها وأن يعيشوا بكرامة كما ألفوه قبل أن تتسلطوا على رقابهم في غفلة من الزمن.
الحسن أكتيف
عذراً التعليقات مغلقة