الهوية البصرية لجماعة تيزنيت: حيثيات و تدقيقات !
على إثر الشروع في تعميم الاستعمالات الأولية لبعض عناصر الهوية البصرية المحدثة لمدينة تيزنيت بمناسبة منتدى تيزنيت تنمورت لفعاليات المدينة، اطلعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي على بعض التعليقات و القراءات المنتقدة و غير المتفهمة للمشروع المعتمد، مما يستوجب التفاعل و التدقيقات التالية:
لابد من التذكير أولا أن جماعة و مدينة تيزنيت ظلت لعقود بدون هوية بصرية خاصة بها ، اللهم ” لوگو ” من صنف شعارات النبالة ( Armoirie ) على غرار ما حدد فوقياً للعديد من الجماعات في السنوات الأولى من تجربة اللامركزية بالمغرب؛
و لأن الحاجة ملحة لترتقي هذه الشعارات لمستوى هوية بصرية تراعي باقي العناصر المكونة لهذه الأخيرة( دلالة الألوان، التيپوغرافيا، قابلية التماهي مع مختلف الدعامات و الاستعمالات، الارتباط بسردية و بحكاية ما ….)؛
و لأن التسويق المجالي و التواصل المؤسساتي يقتضيان اعتماد هوية بصرية متكاملة وفق ما تم الوقوف عليه ضمن مخرجات التشخيص التشاوري الذي أُسس عليه برنامج عمل الجماعة المصادق عليه في دورة يوم 30/12/2022
فلقد اعتمد هذا البرنامج ( PAC 2023-2027 )مشروعا قائم الذات ضمن 157 مشروعا تحت مسمى ” اعتماد هوية بصرية للمدينة”..
على إثر ذلك تم الشروع في البحث عن أفضل السبل و استشراف المقاربات المثلى لبلورة تصور لهذه الهوية البصرية يحضى بنصيب مقدر من المعنى في مقاربة الإعداد و كذا بخلفية إبداعية مجددة ..
و حيث أنه سبق أن تم القيام بمحاولة انتاج مقترحات في تجارب سابقة لم تسفر عن نتائج مثمرة قابلة للبلورة؛
فلقد التجئنا لمقاربة اعتمدت الثقة مباشرة و بدون تردد في الطاقات الإبداعية و الخبرات المختصة ضمن شباب و أطر مدينتنا من خلال اسناد الأمر لشباب منصة “فضاء البلاند ” كقطب للإبداع و الخلق و الابتكار في الفنون البصرية و الرقمية التسويقية..شباب أبلوا البلاء الحسن في السنوات الأخيرة برفع لواء الابداع الشبابي المجدد ، و نالوا بذلك تنويه و اعتراف العديد من المؤسسات و الشخصيات المبدعة في المغرب و خارجه ..
شباب البلاند و هم منشغلون بهذا المشروع الذي أسندته لهم الجماعة ، قامو باعتماد أكثر من مسار لسبر أغوار و استشراف مسالك من شأنها كشف عناصر مبرزة لهوية بصرية للمدينة بداية من إطلاق مسابقة ترفيهية بالفيسبوك مرورا بالاستعانة بخبرة أحد المعماريين الشباب من أبناء المدينة وصولا لتنظيم ورشتين الأولى بالتناظر المرئي مع بعض المشتغلين بالميدان من تقنيين و فنانين و الثانية حضوريا مع عدد مهم من فعاليات المدينة بفضاء البلاند بدعوة مفتوحة من الجماعة لتقاسم أولى مخرجات التصور دون نسيان الانفتاح على تلاميذ باكالوريا الفنون التطبيقية بإحدى ثانويات المدينة ..
و لأننا في رآسة المجلس الجماعي سجلنا نجاعة مقاربة هؤلاء الشباب المبدعين من جهة و التأصيل الذكي لسردية بناء تصور الهوية البصرية ( الإنطلاق من تشكل المدينة العتيقة من خلال محيط صُورها و الوحدات القبلية و العائلية ذات الوقع على النشأة الأولى، و حضور لمسة فنية / لونية في الشكل و التيپوغرافيا من جهة ثانية..)، قمنا بعرض التصور المقترح – مقدما من طرف شباب البلاند – على المجلس التداولي الذي اعتمده في دورته العادية لشهر اكتوبر الماضي .
و لعل بسط هذا المسار و هذه المقاربة المعتمدة كفيل بدحض كل اختزال لتصور هذه الهوية البصريه في ما يشبه تخيّل لحظي مزاجي سقط للتو من قبعة ساحر دجال ..
قد يتم تفهم تفاوت الأشخاص و الفاعلين في تمثل و تقدير جمالية و تعبيرية هوية بصرية ما ، و بنفس القدر نعي أنه مهما بلغ تصور ما من إعجاب أو انتقاد فإنه و لاشك لن ينال نهائيا إجماع المقدرين …
إشارات أخيرة:
– اللوگو وحده معزولا عن باقي مكونات الهوية البصرية و تأصيلها المرجعي لا يمكن أن يكون موضوع تقييم موضوعي و لا حتى ذاتي مؤسّس!
– هذه التوضيحات تعني فقط دوي النيات الحسنة ممن يشاركوننا همّ الرقي بصورة المدينة، أما من يرفعون في وجوهنا معول الهدم صباح مساء منذ سنوات ، فلم نراهن يوما على نزاهة و حيادية تقييمهم و لا موقفهم لأن غايتهم هي الإستئصال..الذي لن يفرحو به بالمناسبة !
– هذه الهوية البصرية ذات الغايات التواصلية و التسويقية ستكون بإذن الله في الأسابيع القليلة المقبلة لباساً مباركاً لإخراج باقات من المشاريع الكبرى لحيز الواقع ، و هي المشاريع التي ستغير وجه المدينة و ستساهم بمقدار في تحسين جادبيتها و الرقي بضروف عيش ساكنتها .
خادم تيزنيت و رئيس مجلس جماعتها
عبدالله غازي
عذراً التعليقات مغلقة