كثيرا ما تحدث الباحثون والمحللون الأكاديميون والسياسيون عن تدهور الخطاب والممارسة السياسية بالمشهد العام المغربي، المشهد الذي عرف عزوف سياسي كبير وإعادة إنتاج نفس الخطاب بنفس الوجوه وفي نفس المواعيد.
وأمام حجم الرهانات التي يراهن عليها المغرب في تبؤ مكانة ضمن الهندسة السياسية والاقتصادية الدولية ترقى لانتظارات الشارع المغربي الذي يحث على تجديد النخب والتأكيد على كفاءات الشباب والنساء وجودة الحياة العامة من خلال رغبة حقيقية في الإصلاح وإعادة البناء وليس نهج سياسة الترقيع والبحث عن أسباب مناخية لتبرير الفشل.
صحيح أن الوصول للسلطة هو ما تطمح له الأحزاب السياسية، لكن أين هو الدور الحقيقي لهذه الأحزاب؟ لماذا اقتصرت فقط على علاقات مناسباتية مع المواطنين؟ ماذا يعنى المواطن وتطلعاته للقادة السياسيين؟.
إن بعض جوانب الإجابة على هذه التساؤلات تؤكد أن الأحزاب التقدمية والليبرالية تركت الساحة الاجتماعية لحركات أخرى هندست بشكل جيد البيت الداخلي وعرفت كيف تنتقل من المعارضة للأغلبية والاستيلاء على السلطة مستغلة في مسارها الدينامية الاجتماعية التي عرفتها المنطقة المغاربية.
وحيث أن المغرب قد شيد نموذج للإصلاح الديمقراطي والمؤسساتي يفرض الانفتاح على العالم، وبالتالي يتطلب كفاءات قادرة على بناء التوافقات ودعم انخراط جميع الفرقاء لاستثمار انفتاح المغرب على العالم، خاصة بمدينة مراكش التي لن تقبل أشخاص بفكر متحيز وليست لهم خبرة بخبايا أسس اقتصاد مراكش السياحي.
إن تمثيل الأمة لا يجب أن فقط هدف للإستفادة من مكارمه وامتيازاته بل وسيلة للمساهمة البناءة في تأسيس مجتمع متعايش ومنفتح.
ونحن كمجتمع مدني، نعتبر انفسنا شريك اساسي ضمن الدينامية الماكرواقتصادية والسياسية للمغرب، نتطلع إلى تقوية البنيات الاجتماعية ودعم الأمن الاجتماعي والتعايش بين جميع الثقافات والأديان في وطننا، ولا يهمنا دعم المنتخبين الذي يلجم أفواه الجمعيات ويلزمها الصمت، بقدر ما يهمنا فضح الفساد وتشريح وقائع الشأن العام المحل ومواصلة عملنا من خلال تقديم العرائض والمقترحات ذات الصلة بتخليق الحياة العامة.
عذراً التعليقات مغلقة