محمد سعيد السعدي …قراءة نقدية في مقترحات تعديل مدونة الأسرة

أوضح محمد سعيد السعدي، وزير التنمية الاجتماعية والتضامن،في حكومة التناوب ، أن المغرب سيصل إلى حوالي 46 مليون نسمة بحلول عام 2050، قبل أن يبدأ عدد السكان في التراجع، مشيراً إلى أن هذا التحول الديموغرافي ظاهرة معروفة في علم السكان.
وكشف السعدي عن قصور في مقاربة النموذج التنموي الجديد لقضايا المساواة بين الجنسين، حيث اعتمدت اللجنة المكلفة بإعداده مقاربة تجزيئية تركز على التمكين الاقتصادي للمرأة من منظور نيوليبرالي محدود.
ويرى أن هذه المقاربة لا تعالج التحديات الحقيقية التي تواجه المرأة المغربية. وأشار الوزير إلى أن معالجة النموذج التنموي لقضية مدونة الأسرة اقتصرت على اقتراح تشكيل لجنة من الفقهاء والمختصين في الشأن الديني.
ويربط بين التحولات الديموغرافية والتحديات الاجتماعية، مؤكداً أن القرارات الفردية في تحديد حجم الأسرة تتأثر بعوامل اقتصادية واجتماعية متعددة. ويسلط السعدي الضوء على تحدي الأمية في العالم القروي، حيث تصل نسبتها بين النساء إلى حوالي 60%. ويؤكد أن مساهمة المرأة في العمل، خاصة في القطاع الفلاحي، تظل غير معترف بها رسمياً رغم أهميتها في الناتج الداخلي الخام.
وحذر السعدي من مخاطر النموذج التنموي الحالي الذي قد يؤدي إلى إعادة إنتاج علاقات التبعية الاقتصادية، مستشهداً بالفارق الكبير في الأجور بين العمال في المغرب ونظرائهم في فرنسا.
ويدعو إلى ضرورة العمل على الحد من الفوارق الطبقية وتحقيق العدالة الاجتماعية.