لست صحافيا مهنيا، ولا سياسيا ،
أنا مجرد فاكهاني من الأسواق الأسبوعية، أعيش بين الناس، أرى الواقع كما هو، وأسمعهم كل يوم يتحدثون عن الغلاء، والوعود، والسياسة التي لا تمل من الكلام ولا تتعب من التبرير.ومن موقعي هذا البسيط، أقولها بصدق: من يخاف من النقد، لا يستحق أن يتحدث باسم الشعب.
قرأت تدوينة الأستاذة من حزب “الكلام الكثير و النتائج القليلة”، فوجدتها غاضبة من الصحافة لأنها لم تنشر الحدث كما أرادته هي، ولم تصفق كما تشتهي، عاتبت الإعلام لأنه ركز على ملاحظة بسيطة حول جودة منتوج (ماسكوت)، وتجاهل – حسب قولها – الفرح والإنجاز والمعدات الجديدة.
لكن، يا أستاذة، الصحافة لا تكتب على مقاس أحد، ولا تصاغ بفرح مصطنع.
الصحافة الحقيقية لا تصفق… بل تسأل.
ولا تخفي الملاحظات… بل تبرزها لتذكر الجميع أن الشفافية لا تتحقق بالتجميل، بل بالصدق.
إن من يرى في النقد عداء، وفي السؤال مؤامرة، لا يؤمن لا بالديمقراطية ولا بحرية الرأي ،فالصحافة ليست عدوكم، بل مرآة الوطن، تظهر الصورة كما هي،
وإذا لم تعجبكم الصورة، فغيروا الواقع بدل أن تكسروا المرآة.
ثم دعيني أقولها ببساطة:
العمل الجاد لا يسقطه تعليق ولا تشويه، والمبادرة الناجحة لا تحتاج إلى من يدافع عنها، لأنها تدافع عن نفسها بثمارها.أما الذي يهاجم الصحافة الحرة اليوم، فغدا سيهاجم المواطن الذي يتكلم لأن من لا يحتمل الكلمة، لا يحتمل الحقيقة.
أنا لست ضد أحد، ولا أحمل عداء لأي حزب،لكنني ضد عقلية تعتبر أن كل من ينتقدها يبخس ويحبط. فالنقد الصادق هو الذي يصلح، أما التطبيل فهو الذي يفسد.وما نحتاجه اليوم ليس إعلاما يصفق، بل إعلاما ينير.ولا سياسيا يبرر، بل سياسيا ينجز.
أنا فاكهاني من السوق، لكنني أفهم أن الصدق لا يحتاج إلى منصب،وأن الصحافة الحرة لا تزعج إلا من اعتاد الظل. ومن أراد تصفيق الجميع، فليؤسس فرقة موسيقية… لا حزبا سياسيا.













Sorry Comments are closed